أ. د. رشود بن عبدالله الشقراوي
لقد صدق الله الكريم حيث ذكر النخلة في كتابة العزيز فى مواضع كثيرة منها قوله تعالىونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد . والنخل باسقات لها طلع نضيد . رزقاً للعباد وأحيينا به بلدة ميتاً كذلك الخروج).. ووردت فيها أحاديث كثيرة من السنة النبوية الشريفة منها قوله صلي الله عليه وسلم(النخيل والشجر بركة على أهلها وعلى عقبهم)
التمور من أكثر أنواع الفاكهة انتشاراً وهي غذاء صحي مركز طبيعي وتمتاز التمور عن كثير من الأغذية باحتوائها على العناصر الغذائية المفيدة لجسم الإنسان ويتغذى على ثمارها كثير من الناس حول العالم، فالتمور غنية بالمواد السكرية 70% كما أنها غنية بالأملاح المعدنية وبعض الفيتامينات. وتمتاز سكريات التمور بأنها سريعة الامتصاص تذهب رأساً إلى الدم ثم الخلايا الجسمية ولا يحتاج امتصاصها إلى عمليات هضم معقدة كما في المواد النشوية والدهنية، كما تعتبر التمور مصدراً جيداً للبوتاسيوم والحديد وهي معتدلة في احتوائها على الكالسيوم وتحتوي على نسبة عالية من الفسفور والذي يعتبر منشطاً للقوى الفكرية والجسمية. أيضا التمور غنية بفيتامين أ ومتوسطة في فيتامينات B2، B1 ومنخفضة في فيتامين ج ومن المعروف ان فيتامين أ يساعد على زيادة الوزن (عمل النمو) كما انه ذو فائدة في تقوية الأعصاب البصرية وفي مكافحة العشى الليلي. والتمر يقوي الأعصاب عموماً ويلين الأوعية الدموية لاحتوائه على فيتامين B6، B2، B1.
يوجد البروتين والدهن في التمور بنسب قليلة إلا أن هذه المواد الغذائية من التمر مفيدة للجسم أيضا. ستظل التمور الغذاء المفضل في الصحراء لإمكانية حفظها جيداً وتخزينها وقتاً طويلاً بدون التعرض للفساد. وتقدم أصنافها يومياً اما طازجة مع الوجبات الغذائية وفي الضيافة مع القهوة وفي كل الأوقات أو تدخل في صناعة منتجات غذائية متعددة كالتمور المجففة والمحفوظة تحت تفريغ والمربى وشراب الحليب بالتمر (الدبس) والحلويات والفطائر والبسكويت وغيرها من المنتجات.
أهم العناصر الغذائية
المكونة للتمور:
سكريات - 7060%، ماء - 2013%، بروتين - 191.2.%، أملاح معدنية - 151.2.%، دهون - 181.0.%.
الفوائد الغذائية والصحية :
تناول بضع تمرات مع كوب من الحليب في وجبة الفطور يضمن للإنسان الحصول على معظم احتياجاته اليومية من الحديد والكالسيوم.
التمور غذاء شهي طيب المذاق فضلاً عن قيمته الغذائية العالية يمكن تناوله بأكثر من طريقة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بيت لا تمر فيه، جياع أهله) .
وثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من تصبح بسبع تمرات، لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر)
وفي الصحيحين عن عبد الله بن جعفر قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل القثاء بالرطب) .
وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها: (كان يأتي الهلال والهلال، والهلال ثلاثة أهلة في شهرين ولا يوقد في بيت رسول الله نار) فقال عروة بن الزبير فما كان طعامكم: قالت (الأسودان: التمر والماء).
والتمر للأطفال بديل جيد للحلويات الصناعية التي تضر بأسنانهم وصحتهم عامة ويساعد على تقوية وتحسين حالتهم الصحية.
وتناول التمر مع الوجبات الغذائية يخلص الجسم من الفضلات السامة الناتجة من التمثيل الغذائي.
ولا يعرف سكان الواحات والمناطق الصحراوية مرض السرطان لاعتمادهم على التمر كغذاء رئيس وهو غني بعنصر الماغنسيوم كما ذكرنا وهو واق من مرض السرطان.
والتمر أفضل غذاء لإفطار الصيام في رمضان وغير رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة)، (إذا أفطر أحدكم فليفطر على رطبات فإن لم يجد فعلى تمرات)، (ومن فطر صائماً بشق تمرة فله الجنة).
وفي الأثر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي وكان فطره رطبات ان وجدها فإن لم يجد فعلى تمرات، فإن لم يجد فعلى حسيات من الماء.
وبدء الإفطار بالتمر له الكثير من المزايا الصحية والغذائية:
- التمر غني بالطاقة السكرية كما ذكرنا، وعليه فهو يزود الجسم بأهم متطلباته الغذائية وهو السكر الغذاء الأساسي والوحيد لخلايا المخ والأعصاب.
- التمر غذاء سهل الهضم، ولا يرهق المعدة.
- يحد التمر من الشعور بالجوع الشديد الذي يشعر به الصائم فلا يندفع في الإفراط في تناول الطعام فيصاب بارتباكات هضمية.
- يهيئ التمر المعدة لاستقبال الطعام بعد ركودها طوال اليوم بتنشيط الإفرازات والعصائر الهضمية.
- يقي الإنسان من الإصابة بالقبض (الإمساك) الناتج عن تغيير مواعيد تناول الوجبات الغذائية أو انخفاض نسبة الألياف في الوجبات الغذائية.
- تعمل الأملاح القلوية الموجودة في التمر على تصحيح حموضة الدم الناتجة من الإفراط في تناول اللحوم والنشويات والتي تتسبب في الإصابة بكثير من الإمراض الوراثية كالسكري والنقرس والحصوات الكلوية والتهابات المرارة، ارتفاع ضغط الدم، البواسير.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن التمر يذهب الداء ولا داء فيه)، قال: والعجوة (وهي من التمر) من الجنة وفيها الشفاء.
والتمر دواء المصابين بالهزل لغناه بالسكريات الأحادية التي لا تحتاج الى عمليات هضم وخلوه من المواد التي تعيق امتصاصه، وجود الألياف بنسبة عالية تساعد الأمعاء على حركتها الاستدارية وتجعل من التمر مليناً طبيعياً ممتازاً. ولغناه بعنصر البوتاسيوم يساعد على طرد الكميات الزائدة من الصوديوم من الجسم والتي تؤدي الى اختزان الماء كما ان التمر مدر للبول ويغسل الكلى وينظف الكبد من السموم الموجودة به نتيجة احتوائه على نسبة عالية من السكريات البسيطة. يقلل من سرعة التهيج العصبي الناتج عن فرط نشاط الغدة الدرقية، إذ انه يشترك مع بعض الأغذية كالجزر والسبانخ واللوز والمشمش في ميزة الحد من النشاط الإفرازي للغدة الدرقية التي تؤدي زيادة نشاطها الإفرازي الى سرعة التهيج العصبي وتوتر الأعصاب ولاحتواء التمر على نسبة عالية من فيتامين (أ) على صورة الكاروتين فهو يمنع العشى الليلي.
كل هذه الفوائد تجعلنا في موقع المحافظة على هذا المنتج ذي الفوائد الكثيرة ويحتاج كذلك الى العناية به والاهتمام بمنتجاته.