سبحان الله منذ زمن عام مضى
كنا نستعد لشهر الله المحرم وصيام يوم عاشوراء
وها قد مضى عام ونحن نستعد لإستقبال عام جديد
أسأل الله أن يجعله عام طاعة
يوم عاشوراء لهذا العام هو الخميس الموافق 16 ديسمبر 2010
و يوم تاسوعاء هو يوم الأربعاء 15 ديسمبر 2010
وفي نهاية عام وفي بداية آخر
حبذا أن يقدم الإنسان لنفسه توبة ناصحة
ورجعة صادقة يغسل بها ما مضى
ويستقبل بها ما أتى قال تعالى : (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون).
وقال (وإني لغفار لمن تاب و آمن.)
قطعت شهور العام لهوا وغفلة *** ولم تحترم فيما أتيت المحرما
فلا رجبا وافيت فيه بحقه *** ولا صمت شهر الصوم صوما متمما
ولا في ليالي عشر ذي الحجة الذي *** مضى كنت قواما ولا كنت محرما
فهل لك أن تمحو الذنوب بعبرة *** وتبكي عليها حسرة وتندما
وتستقبل العام الجديد بتوبة *** لعلك أن تمحو بها ما تقدما
أيها الإخوة 0 00أيتها الأخوات :
لقد فاضل الله بين الأوقات فجعل منها مواسم للخيرات ليجتهد الناس فيها بسائر الطاعات وأنواع العبادات
ومن هذه الأزمنة الفاضلة التي أشار القرآن إلى عظيم منزلتها وأظهرت السنة علو مكانتها شهر الله الحرام وسوف أتحدث عن فضله ومكانته في ضوء فضل الشهر عامة وفضل عاشوراء خاصة
:::: نبذة بسيطة عن شهر الله المحرم ::::
لماذا سمي بهذا الإسم ومن أطلقه ؟ فضله ؟ وصومه ؟
أولا :: لماذا سمي الشهر بشهر الله المحرم ومن أطلاق عليه هذا الإسم ؟؟
يقول المؤرخون إن أول من سمى الأشهر العربية بهذه الأسماء هو كلاب الجد الخامس لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم
في عام 412هـ تقريبا.
شهر محرم سمي بذلك لأنه شهر محرم فيه القتال وسمي بذلك تأكيدا لحرمته.
الثانية : فضل شهر الله المحرم:
1- انه من الأشهر الحرم.
قال تعالى: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم ).
ومحرم من الأشهر الحرم قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات : ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان)
رواه البخاري.
قال قتادة –رحمه الله- في تفسير الآية:
اعلموا أن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرا فيما سوى ذلك و إن كان الظلم في كل حال غير طائل ولكن الله تعالى يعظم من أمره ما يشاء ربنا تعالى).
ثالثا:: فضل صيامه:
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم). رواه مسلم.
.
فيستحب للمسلم أن يكثر من الصيام في شهر محرم فإن لم يقدر على ذلك صام ما تيسر له
وفي هذا الشهر يوم حصل فيه حدث عظيم ونصر مبين،
أظهر الله فيه الحق على الباطل؛
حيث أنجى فيه موسى _عليه السلام_ وقومه،
وأغرق فرعون وقومه، فهو يوم له فضيلة عظيمة، ومنزلة قديمة.
وهـــــو يـــــوم عاشـــــــوراااااء
فهيا بنا نتعرف على هذا اليوم
مناسبته ،،، صومه ،،، فضائله ،،،
مخالفة اليهود في صومه ،،،
كثيرا منا يصوم يوم عاشوراء ولا يعلم لماذا نصومه
وما هي مناسبته وما يميز هذا اليوم عن غيره
إليكم نبذه عن
:::: مناسبة يوم عاشوراء::::
فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا اليوم الذي تصومونه فقالوا هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكرا فنحن نصومه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن أحق وأولى بموسى منكم فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه ( رواه البخاري )
ما جاء في حديث ابن عباس – رضي الله عنهما- قال: قدم النبي – صلى الله عليه وسلم- المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ( ما هذا ) ؟ قالوا: هذا يوم صالح ، هذا يوم نجا الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى ، قال: ( فأنا أحق بموسى منكم ، فصامه وأمر بصيامه ) رواه البخاري (
ولمعرفة قصة موسى وفرعون كاملة
الطود العظيم في نجاة موسى الكليم وهلاك فرعون اللئيم
الدليل من السنة على صيام يوم عاشوراء ،،،،
حديث الذي رواه أبو موسى رضي الله عنه قال : « كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيداً . قال النبي صلى الله عليه وسلم فصوموه أنتم »
وكان عليه الصلاة والسلام يتحرى صيامه
وما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال : « ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم ؛ يوم عاشوراء ، وهذا الشهر» يعني شهر رمضان
وسبحان الله من حرص الصحابة والصحابيات رضي الله عنهم وأرضاهم
في هذا اليوم أنهم لم يكتفوا ان يصوموه هم بل صوموا صبيانهم معهم
للحديث الذي روته الربيع بنت معوذ رضي الله عنها حيث قالت : « أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار من أصبح مفطراً فليتم بقية يومه ، ومن أصبح صائماً فليصم ، قالت فكنا نصومه ونصومه صبياننا ، ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذلك حتى يكون عند الإفطار » [ البخاري ومسلم
فضل يوم عاشوراء ،،،،
إذا كان حذاق التجار هم الذين يعرفون موسم كل سلعة ، وأفضل وقت لرواجها وأحسن الأحوال المضاعفة لأرباحها .
يوم عاشوراء ::عبادة المحترفين ::
ألا فإن أحذق التجار هم الذين يرغبون في نعيم لا ينفد ، ومتعة لا تنقضي وذلك لا يكون إلا في جنة عرضها السماوات والأرض ...
ولنفسي الآثمة ولهؤلاء التجار الحاذقين أقول مذكراً.. بأننا الآن في موسم وفي أيام تختلف عن مواسم وأيام أخرى كثيراً..
فنحن قاربنا على عاشوراء
ومن فضل عاشوراء أن فضل بالصيام على غيره من الأيام
ولحديث أبي قتادة رضي الله عنه قال : « إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن صيام يوم عاشوراء فقال يكفر السنة الماضية » .
ففي صحيح مسلم أن رجلا سأل رسول الله عن صيام عاشوراء فقال: ((أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)).
مخالفة اليهود في صوم يوم عاشوراء ،،،،
كما علمنا من قبل أن اليهود يصومون يوم عاشوراء
وتعالوا معنا لنتعلم كيف نصوم اليوم دون ان نتشبه بهم
والأجر لنا نحن فنحن اولى منهم بالصيام
لما كان آخر عمره صلى الله عليه وسلم، وبلغه أنّ اليهود يتخذونه عيداً، قال: "لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع"؛ ليخالف اليهود ولا يشابههم في اتخاذه عيداً،) اهـ.[ ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوي" (25/311)]
الحكمة من استحباب صيام اليوم التاسع،،،،،
قال ابن حجر ـ رحمه الله ـ في تعليقه على حديث "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع": "ما همَّ به من صوم التاسع يحتمل معناه أن لا يقتصر عليه، بل يضيفه إلى اليوم العاشر، إما احتياطاً له، وإمَّا مخالفة لليهود والنصارى، وهو الأرجح،"(فتح الباري 4/245).
مراتب صيام عاشوراء،،،،،
هل من يصوم يوم عاشوراء يتساوى مع من يصوم يومي تاسوعاء وعاشوراء
فالجواب ب لا
وأن من يصوم يومي تاسوعاء وعاشوراء أفضل مرتبة من صيام عاشوراء بمفرده
أ ــ أن يصوم اليوم العاشر ويكون قد صام عاشوراء.
ب ــأن يصوم يوماً قبله أو يوماً بعده. وهو الأفضل
وكلما زاد الإنسان الصيام في شهر محرم كان أجره أعظم.
وأما حديث ابن عباس: "صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، صوموا قبله يوماً وبعده يوماً" فالحديث ضعيف (ضعيف الجامع الصغير رقم3506).
عدم الاغترار بثواب الصيام ،،،،
يغتر بعض الناس بالاعتماد على مثل صوم يوم عاشوراء أو يوم عرفة،
حتى يقول بعضهم: صوم يوم عاشوراء يكفر ذنوب العام كلها،
ويبقى صوم عرفة زيادة في الأجر
.
قال ابن القيم: "لم يدر هذا المغتر أن صوم رمضان والصلوات الخمس أعظم وأجلّ من صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء، وهي إنما تكفر ما بينهما إذا اجتنبت الكبائر، فرمضان إلى رمضان، والجمعة إلى الجمعة، لا يقويان على تكفير الكبائر
.
ومن المغرورين من يظن أن طاعاته أكثر من معاصيه؛
لأنه لا يحاسب نفسه على سيئاته، ولا يتفقد ذنوبه،
وإذا عمل طاعة حفظها واعتد بها،
كالذي يستغفر الله بلسانه أو يسبح الله في اليوم مئة مرة،
ثم يغتاب المسلمين ويمزق أعراضهم بما لا يرضاه الله طول نهاره،
فهذا أبداً يتأمل في فضائل التسبيحات والتهليلات،
ولا يلتفت إلى ما ورد من عقوبة المغتابين والكذّابين والنمّامين،
إلى غير ذلك من آفات اللسان، وذلك محض غرور" (الموسوعة الفقهية ج31)
لاتنسونا من الردود+التقييم